Wednesday, April 25, 2007

حروف الطبيعه
بداخل كل منا كنز، يقدر البعض على اخراجه، والبعض الآخر يعجز، ونار الانسانية لا تخمد، تارة تجدها مشتعلة في أشخاص، وفي آخرون هي جذوة تضيء لأضيق الحدود ولا تعطي الدفء ولا الأمان، وثمة نار تحرق وتخرب، ونار تبني وتحرك، والرماد لا وجود له، حتى بعد فناء الانسان، فانسانيته لا تفني ويظل موجودا في الحياة ببصمته فيها، بالخير او بالشر.
والطبيعه كتاب لا يقرأه سوى المبصرين بعقولهم لا بأعينهم. فكم منا مر ببصره موقف أو شخص وتعلم منه، وكم منا لا يرى من الحياة سوى القشور ويمر بها مرور الكرام، كمسافر في قطار لا يرى أبعد من زجاج النافذه ولا يحاول أن يمد بصره ليستكشف ما وراء هذا الزجاج.
دعونا إذن نغمض عيوننا ونفتح عقولنا وقلوبنا لنقرأ بها هذا الكتاب ونتعلم من الطبيعه، دعونا نسرد الحروف حرفا حرفا نستكشف ما وراءه ونعرف ما خفي عن عيوننا، نقلب في صفاحته لتزداد انسانيتنا ونسمو بأخلاقنا و أرواحنا ونزيد النار اشتعالا وتقنينا، دعونا نبحث عن الكنوز الدفينة بداخلنا نستخرجها ونفيد بها لنستحق عن جدارة لقب الأحياء.

حرف الرغبة:
"الرغبة هي الدافع و المحرك"، هذا القول كثيرا ما سمعناه و صدقناه و اصبح مبدأ لدينا نعيش به، وتدور المحاولات دائما لكبت الرغبة - خصوصا ما نسميه بالرغبات المنحرفة – عن طريق ايقاف الدافع لهذه الرغبة. ولكن هنا يجب التساؤل "هل الرغبة هي الدافع أم الدافع هو ما يولد الرغبة" بمعنى آخر هل فكرتنا عن كون الرغبة هي دافع صحيحة أم لا؟
في البداية لابد وأن نتفق على أن النفس الإنسانية مبنية على عدة خطوط متوازية منها الدوافع و الضوابط. فكما خلق الله سبحانه وتعالى النفس مشحونة بالدوافع كان لابد من وجود الضوابط لضمان الاعتدال، وهذا تأكيدا لمبدأ التضاد الذي خلق عليه الكون. أي أن النفس البشريه يحركها الدافع لفعل شيء ما والضابط يأتي لضمان الاعتدال في هذا الاندفاع، ولكن ما دور الرغبة هنا، هذا هو السؤال.
الرغبة تعبر عن الزياده في اتجاه الدافع او الضابط، فعلى سبيل المثال كل انسان مخلوق بدافع الميل للجنس الآخر، والضابط مهمته تقليل هذا الاندفاع، لكن لو زاد الدافع او بمعنى ادق قل الضابط ظهرت الرغبة في الجنس الآخر. وعلى العكس من هذا لو زاد الضابط ظهرت الرغبة متمثله في الزهد في الجنس الآخر، وهذا الزهد من المستحيل ان يزيد ليصل الى حد الاستعناء وإلا كان هذا يعني اختفاء الدافع تماما وهو مالا يحدث.
من هنا يتضح أن الرغبة ما هي إلا ترجمة للميل في اتجاه الدافع أو الضابط أي أن الرغبة لا تتولد إلا بزيادة أحد الطرفين عن الآخر. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أن جعل وجود الانسان المتعادل مستحيلا وإلا فنيت الحياة فكيف يعقل أن يوجد هذا الشخص معدوم الرغبة.
الرغبة في النجاح منبعها زيادة ضوابط الالتزام عن دوافع العشوائية، والرغبة في الثراء منبعها الزيادة في دوافع حب الذات عن ضوابطها، وهكذا نجد أن الحياة كلها رغبات تحركها الدوافع و الضوابط، و الانسان السوي هو من يملك مفاتيح دوافعه و ضوابطه يحركها في الاتجاه السليم لتشتعل رغباته في اتجاهاتها الصحيحه، أي ان أحد معالم النفس السليمة هو كيفية سيطرتك على دوافعك و ضوابطك لكي تحصل على الرغبة المطلوبة. وهذا أول مفتاح من مفاتيح كنز النفس الأنسانية.

4 comments:

Unknown said...

فعلا النفس البشرية مليئة بالأسرار ،وكانت مقالتك تعريف لأحد الأسرار دي وتحديد لمعني مهم الرغبة اللي تقريبا بتشكل جانب كبير في شخصية اي انسان وبتتفاوت نسبتها من شخص لأخر ،انا بشكرك وأتمني الاستمرار في أنك تعرفنا بجد معاني كتير جوانا مش بنفكر فيها أو مش بنحددها بالشكل ده .وجزاك الله خيرا

saviour said...

amazing pop , keep going

Unknown said...

hey man . i wanaa thank u for this topic which tells us the most special secrets about our selves . and special thankx for u as u talked about my story with the fool man . thankx hany and more success in ur life
yours ,
Hany Abde-Ghafar

Hany Mamdouh said...

شكرا ليكم جدا على تعليقاتكم اللي بتشجعني اني استمر